اتكلمنا كتير في البوستات الثلاث الماضية عن ليلى في مجتمعنا والصورة التي يقدمها بها من يشكلون ما يسمى بالوعي العام وما تعانيه ليلى من قيود وأعباء إضافية بالمجتمع ولكن هنا حطرح سؤال مهم: هل ليلى ضحية دائما؟
بصراحة لأ..أحيانا كثيرة أجد أن ليلى هي من تظم ليلى
أقولكم مثال بسيط حصل على أرض الواقع كتير: ليه لما بنت تتعرض لتحرش جنسي أو حتى معاكسة سواء في الشارع أو في مواصلة عامة ، نلاقي الأغلبية بتلومها والمصيبة الكبرى لما تلاقي ست زيها هي اللي تقولها" ما تشوفي نفسك لابسة إيه أو حاطة في وشك إيه"..الخ الخ
يعني هنا بدل ما تكون الست دي هي أكثر من يشعر بما تعانيه امرأة مثلها في مثل هذا الموقف الغير ادمي ، نجدها تضيف أعباء إضافية عليها، وده عادة له إحتمالين
:
إما "نفسنة"(غير مرتبطة بنوع الإنسان سواء أنثى أو ذكر) بمعنى إخراج مخزون من السادية أو الحقد أو الكبت على شخص تشعر أنه في موقف ضعيف
أو إما بيكون سببه أن هذه الأنثى ُمسخت شخصيتها نتيجة التربية السلطوية القمعية التي تعرضت لها منذ نشأتها، وبالتالي لازم يبقى الكل زيها من وجهة نظرها في عقلها الباطن
طب ما هنا حتيجوا تقولولي ما أنت حطيت ليلى من تاني في خانة الضحية فقط؟؟
نعم هي ضحية إذا أرادت ذلك..بمعنى أنا موافق وأقر أن أغلب البنات بيتعرضوا لضغوط المجتمع الأبوي منذ نشأتهم وُتفرض عليهم قيود في كل شيء بس إيه الفارق بين الإنسان والحيوان؟
الإرادة والعقل الحر
لازم ليلى من نفسها تقتنع أنها كائن مستقل غير خاضع لسيادة المذكر بداعي أنه الأقوى والأكثر معرفة والقادر على حمايتها..لازم تحاول توجد لنفسها شخصيتها المميزة المستقلة التي تبدأ بإستقلالها المادي، تواجه المجتمع..تثور عليه..ترفضه..ما تستسهلش الحياة في دور الضحية والمفعول به
يعني مثلا : ما نلاقيش واحدة كل هدفها في الحياة تتجوز الراجل الغني اللي يصرف عليها ويجيبلها أحسن لبس وبعد كده تشتكي وتقول "أصلي حاسة أنه مش بيحبني وحاسة أنه بيعاملني زي أي شيء موجود في البيت"
طب ما هو من الأول أنتي اللي إخترتي تتجوزي زكيبة فلوس ومدورتيش على اللي يحبك بجد ويتعامل معاكي كإنسانة،ولهذا فدائما ما أنحاز لمفهوم الزواج الغربي القائم على 50-50 أي مشاركة الطرفين بالتساوي في تأسيس منزل الزوجية
!
بلاش كل الكلام ده..وأتكلم معاكوا بشكل شخصي شوية
أنا مثلا لو جه حد من 9 سنين وقاللي إكتب موضوع عن ليلى وحقوقها..الخ، كنت حعتبره مهبول ومختل عقليا، ففي هذا الوقت كنت إنسان تافه بلا أي مضمون وغير مقتنع بفكرة وجود أي شيء غير سيادة المذكر على كل مجالات الحياة ولكن لما بدأت أخرج من شرنقة الحياة المتمثلة في كتاب الوزارة وكتاب النماذج والمجموع والمصحح عاوز كده وتقاليد العائلة والمدرسة..الخ،بدأت أفهم وأستوعب فكرة أن الأنثى كائن له وجود وبدأت اسأل نفسي ليه أنا كنت خايف منه بالشكل ده وعامل الحاجز الوهمي ده بيني وبينه، وبمرور الوقت وإختلاف الرؤيا لأشياء كتير،تحول الموضوع عندي لأصبح مقتنعا بأهمية التكامل والمساواة المطلقة بحيث تتحول المعادلة من الندية بين الطرفين إلى
A feminine side + masculine strength = A perfect human
thus a perfect human=idealistic society or at least a fair society!
بمعنى إذا كنا نرى أن الذكر يتمتع بالقوة الناتجة عن تكوينه الجسدي فليه متبقاش القوة دي ممزوجة بجزء العاطفة الأنثوية حتى يكون جدير بلقب إنسان ونتجنب ما سببته هذه القوة الغاشمة من ظهور الحروب والمجاعات والنظم السلطوية القمعية والدول الثيوقراطية وفي نفس الوقت ليه متكونش الأنثى متحلية بالقوة في تصرفاتها مع التمسك بكل مميزاتها الأنثوية بحيث تكون جزء فعال ومساوي دائما للذكر في المعادلة؟
أعتقد أن دي أصعب معادلة ممكن تصل إليها البشرية يوما ما وغالبا لن تصل لأن حتى الان لا تزال السيادة المطلقة للذكر بداعي أنه صاحب الإختراعات والتفوق في كل المجالات،ولكن للأسف محدش حاول يأخد باله من حقيقة هامة وهي أن المرأة على المستوى العالمي ظلت مهمشة تماما حتى بداية الثورة الصناعية في أوروبا في أواخر القرن ال18
فإزاي هنا حيكون لها نفس تواجد الذكر في باقي المجالات وهي تعامل ككائن ناقص:ممنوعة من العمل والترشيح في البرلمان والإدلاء بشهادتها في المحكمة..الخ
يعني المرأة منذ هذا الحين بدأت تتحول من الجارية إلى عنصر مشارك في المجتمع ومع نهاية الحرب العالمية الثانية،بدأت المرأة فعليا في التواجد في كل المجالات اللي كانت محظورة عليها،فظهرت شخصيات نسائية بارزة مثل:إيفا بيرون ومارجرت تاتشر وماري كوري وبينظير بوتو وجميلة بوحيرد وكثيرات غيرهن ممن تحولن لرموز مشرفة في مجتمعاتهن والعالم بأسره
!
وبالرغم من ذلك، فإن عدد النساء الأميات في العالم يبلغ 850 مليون وهو ضعف عدد الذكور الأميين
!
وبالتالي أرى أن هذه الفترة لا تزال قصيرة جدا للحكم بأن الرجل وحده هو صاحب الفضل فيما وصل إليه التقدم العلمي الان لأنه ببساطة مقدرش أقارن بين طرف تمتع بكل حقوقه طيلة 21 قرن بطرف بدأ يتواجد على الساحة منذ بضعة عقود
!
وده عكس الوضع تماما في حضارات ما قبل التاريخ بالمجتمعات القديمة زي الفراعنة والسومريين والفرس والإغريق وليس هناك دليل على ذلك أبرز من تواجد آلهة من الإناث في هذه المجتمعات (إيزيس ونفتيس وعشتار وبيرسيفوني وأفروديت وإيريس وهيرا..الخ) قبل أن يأخذ الإله صفة المذكر بعد ظهور الأديان
!
كلمة مهمة حقولها في نهاية الموضوع لليلى أي كان مكانها: لا تنتظري شيئا من المجتمع لأن الفكر ده مستشري فيه للغالبية العظمى لدرجة أني في مرة كنت بدردش مع زميل على درجة عالية من الثقافة والمستوى التعليمي وجينا لجملة"أنا مش حتجوز" لأجده يرد عليا بقوله "أمال حتتصرف إزاي"
وهنا أدركت للأسف أن المرأة في مجتمعنا هي البديل الطبيعي لعملية الإستمناء
masturbation
!
صدقيني مهما أنا أو ملايين غيري كتبوا كلام عنك وحاولوا يشرحوا حقيقة وضعك في هذه المجتمعات، فلن تحصلي على حقك إلا إذا أردتي، فالحرية تؤخذ ولا ُتمنح
وأخيرا لن أجد ما هو أفضل لختام سلسلة البوستات دي غير جملة قالتها الزميلة العزيزة سارة نجاتي
فى تصورى , أنك تحتاج الى أن تكون مكان الأخرين لتشعر بمعاناتهم , و تحتاج الى أن تكون انسان أولا حتى تشعر بمعاناة الأخرين دون أن تكون فى مكانهم
http://baniadmeen.blogspot.com/2009/04/blog-post_11.html
بصراحة لأ..أحيانا كثيرة أجد أن ليلى هي من تظم ليلى
أقولكم مثال بسيط حصل على أرض الواقع كتير: ليه لما بنت تتعرض لتحرش جنسي أو حتى معاكسة سواء في الشارع أو في مواصلة عامة ، نلاقي الأغلبية بتلومها والمصيبة الكبرى لما تلاقي ست زيها هي اللي تقولها" ما تشوفي نفسك لابسة إيه أو حاطة في وشك إيه"..الخ الخ
يعني هنا بدل ما تكون الست دي هي أكثر من يشعر بما تعانيه امرأة مثلها في مثل هذا الموقف الغير ادمي ، نجدها تضيف أعباء إضافية عليها، وده عادة له إحتمالين
:
إما "نفسنة"(غير مرتبطة بنوع الإنسان سواء أنثى أو ذكر) بمعنى إخراج مخزون من السادية أو الحقد أو الكبت على شخص تشعر أنه في موقف ضعيف
أو إما بيكون سببه أن هذه الأنثى ُمسخت شخصيتها نتيجة التربية السلطوية القمعية التي تعرضت لها منذ نشأتها، وبالتالي لازم يبقى الكل زيها من وجهة نظرها في عقلها الباطن
طب ما هنا حتيجوا تقولولي ما أنت حطيت ليلى من تاني في خانة الضحية فقط؟؟
نعم هي ضحية إذا أرادت ذلك..بمعنى أنا موافق وأقر أن أغلب البنات بيتعرضوا لضغوط المجتمع الأبوي منذ نشأتهم وُتفرض عليهم قيود في كل شيء بس إيه الفارق بين الإنسان والحيوان؟
الإرادة والعقل الحر
لازم ليلى من نفسها تقتنع أنها كائن مستقل غير خاضع لسيادة المذكر بداعي أنه الأقوى والأكثر معرفة والقادر على حمايتها..لازم تحاول توجد لنفسها شخصيتها المميزة المستقلة التي تبدأ بإستقلالها المادي، تواجه المجتمع..تثور عليه..ترفضه..ما تستسهلش الحياة في دور الضحية والمفعول به
يعني مثلا : ما نلاقيش واحدة كل هدفها في الحياة تتجوز الراجل الغني اللي يصرف عليها ويجيبلها أحسن لبس وبعد كده تشتكي وتقول "أصلي حاسة أنه مش بيحبني وحاسة أنه بيعاملني زي أي شيء موجود في البيت"
طب ما هو من الأول أنتي اللي إخترتي تتجوزي زكيبة فلوس ومدورتيش على اللي يحبك بجد ويتعامل معاكي كإنسانة،ولهذا فدائما ما أنحاز لمفهوم الزواج الغربي القائم على 50-50 أي مشاركة الطرفين بالتساوي في تأسيس منزل الزوجية
!
بلاش كل الكلام ده..وأتكلم معاكوا بشكل شخصي شوية
أنا مثلا لو جه حد من 9 سنين وقاللي إكتب موضوع عن ليلى وحقوقها..الخ، كنت حعتبره مهبول ومختل عقليا، ففي هذا الوقت كنت إنسان تافه بلا أي مضمون وغير مقتنع بفكرة وجود أي شيء غير سيادة المذكر على كل مجالات الحياة ولكن لما بدأت أخرج من شرنقة الحياة المتمثلة في كتاب الوزارة وكتاب النماذج والمجموع والمصحح عاوز كده وتقاليد العائلة والمدرسة..الخ،بدأت أفهم وأستوعب فكرة أن الأنثى كائن له وجود وبدأت اسأل نفسي ليه أنا كنت خايف منه بالشكل ده وعامل الحاجز الوهمي ده بيني وبينه، وبمرور الوقت وإختلاف الرؤيا لأشياء كتير،تحول الموضوع عندي لأصبح مقتنعا بأهمية التكامل والمساواة المطلقة بحيث تتحول المعادلة من الندية بين الطرفين إلى
A feminine side + masculine strength = A perfect human
thus a perfect human=idealistic society or at least a fair society!
بمعنى إذا كنا نرى أن الذكر يتمتع بالقوة الناتجة عن تكوينه الجسدي فليه متبقاش القوة دي ممزوجة بجزء العاطفة الأنثوية حتى يكون جدير بلقب إنسان ونتجنب ما سببته هذه القوة الغاشمة من ظهور الحروب والمجاعات والنظم السلطوية القمعية والدول الثيوقراطية وفي نفس الوقت ليه متكونش الأنثى متحلية بالقوة في تصرفاتها مع التمسك بكل مميزاتها الأنثوية بحيث تكون جزء فعال ومساوي دائما للذكر في المعادلة؟
أعتقد أن دي أصعب معادلة ممكن تصل إليها البشرية يوما ما وغالبا لن تصل لأن حتى الان لا تزال السيادة المطلقة للذكر بداعي أنه صاحب الإختراعات والتفوق في كل المجالات،ولكن للأسف محدش حاول يأخد باله من حقيقة هامة وهي أن المرأة على المستوى العالمي ظلت مهمشة تماما حتى بداية الثورة الصناعية في أوروبا في أواخر القرن ال18
فإزاي هنا حيكون لها نفس تواجد الذكر في باقي المجالات وهي تعامل ككائن ناقص:ممنوعة من العمل والترشيح في البرلمان والإدلاء بشهادتها في المحكمة..الخ
يعني المرأة منذ هذا الحين بدأت تتحول من الجارية إلى عنصر مشارك في المجتمع ومع نهاية الحرب العالمية الثانية،بدأت المرأة فعليا في التواجد في كل المجالات اللي كانت محظورة عليها،فظهرت شخصيات نسائية بارزة مثل:إيفا بيرون ومارجرت تاتشر وماري كوري وبينظير بوتو وجميلة بوحيرد وكثيرات غيرهن ممن تحولن لرموز مشرفة في مجتمعاتهن والعالم بأسره
!
وبالرغم من ذلك، فإن عدد النساء الأميات في العالم يبلغ 850 مليون وهو ضعف عدد الذكور الأميين
!
وبالتالي أرى أن هذه الفترة لا تزال قصيرة جدا للحكم بأن الرجل وحده هو صاحب الفضل فيما وصل إليه التقدم العلمي الان لأنه ببساطة مقدرش أقارن بين طرف تمتع بكل حقوقه طيلة 21 قرن بطرف بدأ يتواجد على الساحة منذ بضعة عقود
!
وده عكس الوضع تماما في حضارات ما قبل التاريخ بالمجتمعات القديمة زي الفراعنة والسومريين والفرس والإغريق وليس هناك دليل على ذلك أبرز من تواجد آلهة من الإناث في هذه المجتمعات (إيزيس ونفتيس وعشتار وبيرسيفوني وأفروديت وإيريس وهيرا..الخ) قبل أن يأخذ الإله صفة المذكر بعد ظهور الأديان
!
كلمة مهمة حقولها في نهاية الموضوع لليلى أي كان مكانها: لا تنتظري شيئا من المجتمع لأن الفكر ده مستشري فيه للغالبية العظمى لدرجة أني في مرة كنت بدردش مع زميل على درجة عالية من الثقافة والمستوى التعليمي وجينا لجملة"أنا مش حتجوز" لأجده يرد عليا بقوله "أمال حتتصرف إزاي"
وهنا أدركت للأسف أن المرأة في مجتمعنا هي البديل الطبيعي لعملية الإستمناء
masturbation
!
صدقيني مهما أنا أو ملايين غيري كتبوا كلام عنك وحاولوا يشرحوا حقيقة وضعك في هذه المجتمعات، فلن تحصلي على حقك إلا إذا أردتي، فالحرية تؤخذ ولا ُتمنح
وأخيرا لن أجد ما هو أفضل لختام سلسلة البوستات دي غير جملة قالتها الزميلة العزيزة سارة نجاتي
فى تصورى , أنك تحتاج الى أن تكون مكان الأخرين لتشعر بمعاناتهم , و تحتاج الى أن تكون انسان أولا حتى تشعر بمعاناة الأخرين دون أن تكون فى مكانهم
http://baniadmeen.blogspot.com/2009/04/blog-post_11.html