عندما تطل السياسة بوجهها القبيح علي الرياضة

بجد يا جماعة امبارح اكتشفت فائدة كبيرة للتدوين وهي أن الكتابة أي كان نوعها وطريقتها ممكن تخفف علي الواحد بدليل أني شعرت براحة نفسية بعد ما طلعت الكام شتيمة اللي عاوز أقولها في البوست اللي فات
المهم نبدأ موضوع جديد النهارده ونرمي اللي فات..المرة دي أنا ناقل الموضوع ده من مدونتي الرياضية لأني حسيت أنه مش رياضي بحت وممكن كلنا نتكلم فيه بس برجاء القراءة المتأنية كلمة كلمة لأن اللي حينط السطور مش حيوصلوا المعني الحقيقي وحيجي بس يتعب نفسه ويكتبلي مايكل محسن خائن عميل
وده نص الموضوع

السياسة هي فن الممكن وطالما ما كانت لعبة المصالح القذرة التي لا تعترف بأي مباديء أخلاقية ولكن الرياضة هي فن التنافس الشريف من أجل السمو بالنفس البشرية..تلك حقيقة معروفة ومثبتة علي مر العصورولكن عندما تتدخل لعبة المصالح في الرياضة،تفقد معناها ورسالتها الحقيقية وهو ما حدث خلال واقعتين في هذا الأسبوع
الأولي:تمثلت في منع السلطات الإماراتية منح تأشيرة الدخول للاعبة الإسرائيلية شاهار بير للعب في بطولة دبي الدولية للتنس مما أثار ثورة عارمة في وسائل الإعلام العالمية بدعوي إقحام السياسة في الرياضة وحرمان اللاعبة المصنفة رقم 25 علي العالم من المشاركة في هذا المحفل العالمي
الطريف أن البعض برر هذا الموقف بالحرب الإسرائيلية الأخيرة علي غزة والتي راح ضحيتها الالاف بين قتيل وجريح،فما كان من بعض القنوات الناقلة للبطولة إلا أن قررت مقاطعتها ثم قامت منظمة اللاعبات المحترفات بالضغط علي الرعاة والمنظمين للبطولة،فأعلن ""وول ستريت جورنال" إنسحابه من الرعاة وهددت النيوزويك بالمثل..تخيلوا رد فعل الإماراتي بعدها؟
جاء الرد سريعا بالسماح للاعب التنس الإسرائيلي أندي رام بالمشاركة في بطولة دبي للتنس(رجال)..وهنا يطرح السؤال نفسه:لماذا تم منع شاهار بير منذ البداية من دخول البطولة وخلط الشعارات السياسية بالرياضة،فهل مضرب شاهار يحمل رؤوسا نووية أم أن كرامة العرب سُتهان إذا ما وطأت قدم شاهار ملاعب دبي؟ ولماذا شاركت شاهار من قبل في بطولة قطر الدولية؟،وهل إذا ما قامت دولة ما بمنع لاعب عربي من المشاركة في بطولة ما..فهل سنتقبل الأمر؟
للأسف،كنت من الممكن أن أتفهم موقف الإمارتيون لو أصروا علي معاملة أندي رام بالمثل رغم رفضي الشديد للربط بين السياسة والرياضة خصوصا في الالعاب الفردية إلا أن الموضوع انتهي كعادة العرب بشعارات حنجورية مفرغة من أي معني.
فلو كانت حجة البعض هي محاصرة اسرائيل من الناحية الرياضية كما تم إستبعاد يوغوسلافيا عام 1992 من بطولة أوروبا لكرة القدم إبان مذابح البلقان،فالوضع مختلف لأن المجتمع الدولي بأسره وقف ضد يوغوسلافيا في الوقت الذي غض فيه البصر عما ارتكبته اسرائيل من انتهاكات بغزة،وبالتالي فإن تصرف الامارات سيزيد الهوة بيننا وبين العالم الخارجي،والأفضل هو بحث كيفية الوصول للرأي العام العالمي اولا بدلا من إستبعاد لاعبة تنس،وها هو المصنف الاول علي العالم الاسباني رافائيل نادل يعلن تضامنه مع شاهار..فهل سيتهم الإعلام العربي اللاعب بالمحاباة لإسرائيل علما بأنه رفض الإحتفال برأس السنة الجديدة حزنا علي أرواح الأطفال في غزة؟
فهل تنسون أن سبب تشديد إجراءات التفتيش في جميع مطارات أوروبا وامريكا علي العرب حتي يومنا هذا كان بسبب تصرف أرعن بقتل ستة رياضين إسرائيليين في دورة ميونخ الأولمبية عام 1972؟
ويبقي سؤال في ذهني لطالما ما راودني وهو:هل إذا ما تأهل المنتخب المصري لكرة القدم إلي مونديال 2010 وتأهل معه المنتخب الإسرائيلي لتضعهما القرعة في مجموعة واحدة..فهل ستنسحب مصر وقتها وتعرض نفسها للعقوبات الدولية من الفيفا؟

الواقعة الثانية:تتمثل في تصريحات أمين السياسات بالحزب الوطني جمال مبارك بشان ضرورة مساندة فريق الكرة بنادي الزمالك للخروج من أزمته مؤكدا أن الزمالك لن يهبط للقسم الثاني!!
هل يعني ذلك -مع كامل إحترامي للزمالك كنادي عريق ذو شعبية وبطولات- أن السيد جمال مبارك من حقه أن يتدخل في ترتيب أندية الدوري ليحدد من يبقي ومن يهبط للقسم الثاني ولو كان الامر كذلك،فليعلنها اتحاد الكرة بصراحة أنه لا مساس بالأندية الشعبية مثل الأهلي والزمالك والاسماعيلي والاتحاد والمصري وبأنه هبوطهم للقسم الثاني من المحرمات الكروية أو يعلن اتحاد الكرة إقامة دوري خاص بالأندية الجماهيرية ودوري اخر لأندية الشركات احتراما لمبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص.
وأرجو ألا ُيفهم الكلام علي أنه تحيزا ضد نادي الزمالك لأن لو مر النادي الأهلي بنفس الظروف فأني لن ارضي أن يبقي داخل أندية الدوري إلا بمجهوده وليس بقرار سيادي وإلا فالهبوط للقسم الثاني هو الخيار الاشرف في هذه الحالة.
ولكن كلام جمال مبارك أكد الحقيقة الواضحة وهي أن كرة القدم باتت الأداة الأبرز لإلهاء الشعب المصري وتشتيت انتباهه عن الأمور الحياتية الهامة،لذلك فستبقي الأندية الجماهيرية الخمسة الكبري رغم أنف الجميع ومهما كان مستواها ولتذهب اللوائح والقوانين والمنافسة الشريفة إلي الجحيم!!