Sunday, December 27, 2009

!! كلنا ليلى(2):ليلى..والشاشة الفضية


نكمل الكلام في موضوع ليلى والمرة دي حنتقل لزاوية مختلفة تماما عن البوست السابق وهي كيف ُقدمت ليلى في لشاشة الفضية ومدى تأثير ذلك على صورتها في المجتمع وإن كان نظرة المجتمع لليلى سيتم تناولها تفصيلا في البوست القادم.
تنويه: الكلام برضه في البوست ده معبرا فقط عن وجهة نظري الشخصية، فلست بناقد فني أو سينمائي ولن أكون لأني مش بحب أفتي ع الفاضي.


النقطة الأولى: من أيام الأبيض والأسود السينما في رأيي ساهمت في وضع تصور الصياد والفريسة على العلاقة بين الذكر والأنثى..بمعنى أننا دايما بنشوف فتى الشاشة (أي كان إسمه) الذي يفتخر بقدرته دائما على الإيقاع بالعدد الأكبر من البنات من حوله ليستقر في النهاية قلبه على المحبوبة الوحيدة اللي عادة بتكون الفتاة المثالية العفيفة ذات الأخلاق الحميدة اللي مهما تتقل عليه، ففي النهاية لازم تقع في شباكه
طب اشمعنى هنا ندي الحق للذكر في عمل مختلف أنواع العلاقات قبل الزواج وبعدين لما يجيله مزاج يتجوز، يختار اللي محدش لمسها قبله

وعلى رأي هاني سلامة في فيلم ويجا: "إيه المباديء أنك تدي نفسك الحق أنك تعرف 30 بنت في حياتك وتفضل شريف ويقولوا شقاوة شباب ولو البنت عملت علاقة واحدة في حياتها تبقى صايعة ومينفعش تنول شرف أنها تبقى مراتك..تقدر تقولي لو أنا وأنت و أكيد غيرنا كتيرفي حياتهم عملوا العلاقات دي أجيبلك منين البنت اللي محدش لمسها قبليك"
!

النقطة الثانية: ليه كل الأفلام والأعمال الدرامية مصممة تقدم المرأة على أنها جسد وتقعد تركز في إبراز مفاتن هذا الجسد مع إغفال أي عوامل تانية مما يحولها في نهاية الأمر لمجرد
sex tool
وليه ليلى فقط هي مصدر الشر والغواية والخطيئة للذكر،وليه مشهد الجواز دائما مختزل في الست أم قميص نوم أحمر اللي بترقص لراجل ماسك في إيده خرطوم الشيشة أو كأس الخمر؟
ولو حد شايف أن أفلام الألفية الجديدة أقل تقديما لهذه الصورة السلبية الأحادية، فحقوله شوف كم الألفاظ والإفيهات الجنسية اللي بتحقر من شأن المرأة في هذه الأفلام والإعلانات كمان!

النقطة الثالثة: إيه كم العنف الموجود ضد المرأة في الأفلام والمسلسلات بجميع عصورها..يعني عادي جدا أننا نلاقي البطل إختلف مع حبيبته أو شك في تصرفاتها للحظة ما، فراح طابع كف إيده على وشها بقلم سخن وبعد كده هي طبعا لازم تكون مسكينة ومتستضعفة فتعيط، وفي الاخر يتصالحوا ونلاقي المشهد إياه بتاع " مننننننننى أحمممممممد"، ولهذا فأنا غير مندهش إطلاقا من تزايد جرائم العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا بشكل مخيف.
السؤال هنا: هو الضرب والإهانة الجسدية ده شيء مسلم به بالنسبة للمرأة ودليل على قوة وفحولة الذكر؟.. يعني بالذمة أنتوا عاوزين الست تنضرب وتتهان وبعد كده تنسى وعفا الله عما سلف ودي كانت لحظة طيش ويلا نعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات!
طب لو جربنا نعكس الوضع وكان الذكر هو الطرف المتعرض للإهانة الجسدية..إزاي الحال؟؟

النقطة الرابعة: الخيانة لدى الرجل كثيرا ما يتم تصويرها كنزوة وشهوة عابرة لا تعد سببا مقنعا لإنهاء العلاقة الزوجية..يعني بالكتير مراته تعيط لما تشوفه مع واحدة تانية وتقوله "طلقني طلقني"، وفي الاخر يتصالحوا مع بعض بحجة حبهم اللي أقوى من أي شيء في الدنيا أو مصلحة العيال أوبمعنى أدق تكريسا للمثل الشعبي المتخلف الشهير "ضل راجل ولا ضل حيطة"!
المصيبة لما الكلام ده يتنقل من الشاشة الفضية لأرض الواقع في القانون، فنلاقي قتل الرجل للزوجة الخائنة يعد دفاعا عن الشرف بينما قتل المرأة للزوج الخائن جريمة مع سبق الإصرار والترصد، ولهذا السبب فدائما ما أرفع القبعة لفيلم المخرجة إيناس الدغيدي الشهير "عفوا أيها القانون"
!

النقطة الخامسة: حتى الان،لازلت الأفلام وأغلب الأعمال الدرامية تروج لفكرة ست البيت على أنها المرأة المثالية التي تفني عمرها في خدمة الزوج والأولاد(وهو الدور الذي برعت فيه فنانات مثل فردوس محمد وكريمة مختار) بينما عمل المرأة شيء ثانوني يمكن الإستغناء عنه في أي وقت،والطريف لما نلاقي فيلم زي تيمور وشفيقه بيروج للفكرة دي في الألفية الثالثة في الوقت اللي قامت فيه السينما المصرية بتقديم فيلم مراتي مدير عام من حوالي نصف قرن لمحاولة طرح فكرة أن الست تقدر تكون منافس للرجل في أي مجال..يعني من الاخر،إحترس نحن نرجع للخلف
!

النقطة السادسة: سؤال أطرحه كثيرا دون أن أجد إجابة: لماذا تصر السينما والدراما التليفزيونية دائما وأبدا على تصوير المطلقة بالمرأة اللعوب سيئة السمعة التي تجري خلف شهواتها في محاولة إصطياد الرجال وإيقاعهم في شباكها حتى لو كان الرجل ده جوز أختها أو صاحبتها؟
لماذا تتحول ليلى دائما للطرف المدان دائما في عملية الطلاق وكأنها وصمة عار تلحق بها للأبد بينما يمكن للرجل المطلق ممارسة حياته بشكل طبيعي والزواج مرة وإثنين وثلاثة دون أدنى مشكلة؟؟

النقطة السابعة: طبعا عارفين كلنا موضوع التحرش اللي إنتشر في الفترة الأخيرة سواء كان جنسيا أم لفظيا، طب إيه رأيكوا أن فيه أفلام ممكن تكون سببا لتكريس ثقافة التحرش وتشجيعها؟
اه..أمال فيلم ثقافي ده إيه بالضبط؟
لما يكون الفيلم جايب نموذج لثلاث شبان من العاطلين (وما أكثر هذا النموذج في الوقت الحالي) كل هدفهم إطفاء شهوتهم الجنسية بمشاهدة فيلم جنسي أو صور جنسية بحجة أنهم مستثارين جنسيا دائما من البنطلونات الضيقة والجيبات القصيرة والباديهات اللي في الشارع..عارفين ده معناه إيه؟
الفيلم بيقول بطريقة ضمنية أن الذكر مجرد حيوان هائج لا يحركه سوى قضيبه من أجل الظفر بالأنثى اللي هي مجرد صدر بارز ورجل ملفوفة ومهبل طبعا..قمة الإهانة للأنثى والذكر على حد سواء!
حلو يعني الكلام ده؟؟..أمال إيه الفرق بين الجنس عند الحيوان وعند الإنسان( المفترض أنه أرقى الحيوانات)؟؟


النقطة الثامنة:لماذا تصر الكثير من الأعمال الدرامية على قلب الحقائق الطبيعية..هو فيه ست ممكن ترضى وتتبسط لما جوزها يكون قاسم مشترك بينها وبين غيرها؟
طب تعالوا نشوف اللي حصل في مسلسل الحاج متولي الشهير للفنان نور الشريف.
هنا حنلاقي الحاج متولي ده تكريس للهيمنة الذكورية حين يجمع الرجل الثري بين أربع زوجات ويصبح هو السيد الُمطاع طالما يملك قوة المال بمعنى أن اللي بيصرف هو اللي بيتحكم، والطريف أن تجد زوجاته في منتهى السعادة وكل هدفهن في الحياة هو نيل رضا الحاج!

طب ما هو متولي في بداية عمله،لقينا مراته الأولى(زبيدة) هي اللي صرفت عليه وسلمته تجارتها لما كان لا يملك إلا قوت يومه ولما الحاج متولي بقى الرأسمالي الكبير وجت مراته الرابعة(ألفت) مركزة أهدافها من الزيجة على الإستفادة من أمواله بقت ست شريرة ومادية وجشعة..يعني هو حلال لميتو وحرام على فيتو..مش إزدواجبة دي بقى؟

الخلاصة أن الشاشة الفضية ساهمت بشكل كبير في قولبة شكل ليلى داخل المجتمع فيما ُيعرف ب
stereotyping

لسه الكلام كتير مع ليلى وما تقابله في المجتمع..انتظروا البوست القادم
ليلى..والغابة:
!